فصل: (سورة آل عمران: آية 198)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة آل عمران: آية 195]

{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَوابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (استجاب) فعل ماض اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل استجاب (ربّ) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (أضيع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عمل) مفعول به منصوب (عامل) مضاف إليه مجرور من حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لعامل (من ذكر) جارّ ومجرور بدل من الجارّ والمجرور المتقدّم بإعادة الجارّ، (أو) حرف عطف (أنثى) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (بعض) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض.
والمصدر المؤوّل (أنّي لا أضيع...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (استجاب...) أي استجاب لهم ربّهم بأنّي لا أضيع.
(الفاء) استئنافيّة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (هاجروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الواو) عاطفة (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ... والواو نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أخرجوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (أوذوا) مثل أخرجوا (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أوذوا)، و(الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قاتلوا) مثل هاجروا (الواو) عاطفة (قتلوا) مثل أخرجوا اللام لام القسم لقسم مقدّر (أكفرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع... والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عنهم) مثل له متعلّق بـ (أكفّر)، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لأدخلنّهم) مثل لأكفّرنّ... و(هم) مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الأنهار و(ها) ضمير مضاف إليه، وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (ثوابا) مفعول مطلق ناب عن المصدر، لأنه اسم مصدر أو اسم لما يثاب به (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لـ (ثوابا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(الهاء) ضمير مضاف إليه (حسن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الثواب) مضاف إليه مجرور.
جملة: {استجاب...} ربّهم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا أضيع...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {بعضكم من بعض} في محلّ نصب حال من عامل، أو في محلّ جرّ نعت له.
وجملة: {الذين هاجروا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هاجروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {أوذوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: {أخرجوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: {قاتلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: {قتلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: {أكفّرنّ...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر... وجملة القسم المقدّرة مع جوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: {أدخلنّهم..} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {تجري... الأنهار} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {اللّه عنده حسن الثواب} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {عنده حسن الثواب} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).

.الصرف:

(أوذوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله أوذيوا- بكسر الذال وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الذال، فلمّا التقى ساكنان، الياء وواو الجماعة، حذفت الياء فصار أوذوا... وفيه إعلال آخر بقلب الهمزة الثانية في المدّة إلى واو حين بنائه للمجهول، أصله آذى- من غير واو الجماعة- وفي المجهول أوذي بياء في آخره، ثمّ خفّفت الهمزة الثانية فصار أوذي، ثمّ لحقته واو الجماعة فصار أوذوا- بعد الإعلال بالحذف- وزنه أفعوا.

.البلاغة:

1- {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} في هذه الآية الكريمة يوجد التفات من الغيبة إلى التكلم والخطاب. وذلك لإظهار كمال الاعتناء بشأن الاستجابة وتشريف الداعين بشرف الخطاب، والمراد تأكيدها ببيان سببها والإشعار بأن مدارها أعمالهم التي قدموها على الدعاء لا مجرد الدعاء.
2- لقد جاء ختام سورة آل عمران جميلا وحسنا، وكما جاء ختام سورة البقرة متضمنا ومشتملا على الدعاء جاء ختام سورة آل عمران متضمنا ومشتملا على عدد من الوصايا النافعة وهذا من حسن الختام، ليبقى راسخا في الأسماع.

.[سورة آل عمران: الآيات 196- 197]

{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (197)}

.الإعراب:

(لا) ناهية جازمة (يغرّنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم... والنون نون التوكيد الثقيلة و(الكاف) ضمير مفعول به (تقلّب) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في البلاد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تقلّب) (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التقلّب (قليل) نعت لمتاع مرفوع مثله (ثمّ) حرف عطف (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: {لا يغرّنّك تقلّب...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هو) {متاع} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {مأواهم جهنّم} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {بئس المهاد} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة آل عمران: آية 198]

{لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (198)}

.الإعراب:

(لكن) حرف استدراك لا عمل له (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (تجري من تحتها الأنهار) مرّ إعرابها، (خالدين) حال منصوبة من الهاء في (لهم)، وعلامة النصب الياء (فيها) مثل لهم متعلّق بخالدين (نزلا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي تنزلهم نزلا، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لـ (نزلا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة ما اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (للأبرار) جارّ ومجرور متعلّق بخير.
جملة: {الذين اتّقوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّقوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لهم جنّات..} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: {تجري...} الأنهار في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: {ما عند اللّه خير..} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(نزلا)، إمّا مصدر بمعنى العطاء والفضل وزنه فعل بضمّتين، وإمّا اسم لما هيّئ للضيف من طعام وإمّا جمع مفرده نازل.

.[سورة آل عمران: آية 199]

{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (199)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لام) لام التوكيد من اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمن)، (الواو) عاطفة ما موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزل)، (الواو) عاطفة (ما أنزل إليهم) مثل ما أنزل إليكم (خاشعين) حال منصوب من فاعل يؤمن العائد على من، وجمع مراعاة للمعنى (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخاشعين (لا) نافية.
{يشترون} مضارع مرفوع... والواو فاعل {بآيات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يشترون} بتضمينه معنى يستبدلون {ثمنا} مفعول به منصوب {قليلا} نعت منصوب (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و(الكاف) حرف خطاب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقّدم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم، (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) مضاف إليه إنّ حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {سريع} خبر مرفوع {الحساب} مضاف إليه مجرور.
جملة: {إن من أهل... لمن} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يؤمن باللّه} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {أنزل إليكم} لا محلّ لها صلة الموصول ما الأول.
وجملة: {أنزل إليهم} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.
وجملة: {لا يشترون} في محلّ نصب حال من فاعل يؤمن.
وجملة: {أولئك لهم أجرهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لهم أجرهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: {إنّ اللّه سريع...} لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

.[سورة آل عمران: آية 200]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}

.الإعراب:

(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل- أو نعت- لأيّ على المحلّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (اصبروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.
والواو فاعل (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (صابروا، رابطوا، اتّقوا) مثل اصبروا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به عامله اتّقوا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة النداء: {يأيّها الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {اصبروا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {صابروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {رابطوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {اتّقوا اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {لعلّكم تفلحون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تفلحون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الفوائد:

1- حسن الختام يختتم سبحانه وتعالى هذه السورة بهذه الآيات التي تتضمّن نوعا من الابتهالات التي لا نكاد نجد لها مثيلا إلا في آخر سورة البقرة، فكل من السورتين تنتهي بهذا الضرب من التوسل. المشفوع بهذا الجرس الموسيقي الأخّاذ {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيًا يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا..}.
وقوله تعالى: {رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ أنك لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ}.
وحسن الختام هذا ظاهرة من ظواهر الكثير من سور التنزيل، وروعة من روائع القرآن الكريم ينتهي القارئ من سماع السورة وقد امتلأت نفسه وفكره وذوقه بهذه الروعة الأخاذة التي تضم في سياقها روعة المبنيّ وروعة المعنى سواء بسواء.
وحسن الختام بديعة من بدائع اللغة العربية وقد تكون خاصة من خصائص التعبير لدى سائر الشعوب، يرتفع بها أناس فيحلقون في آفاق البلاغة ويهبط لفقدها أناس فيمسخون بلاغة الحديث مسخا.
2- إن أسلوب الابتهال وفكرة التوسل هي أحسن ما تختم بها سور القرآن ولاسيما الطويلة منها، فإنها تورث القلوب راحة والنفوس طمأنينة والعقول رضى واستسلاما وفي هذا ملاك السعادة في الحياة والاطمئنان لما بعد الممات. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

سورة آل عمران مدنية وآياتها مائتان.

.[سورة آل عمران: الآيات 1- 6]

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{الم (1) الله لا إله إلا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ الله لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالله عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (4) إِنَّ الله لا يَخْفى عَلَيْهِ شيء فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إله إلا هو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}.
{الم} تقدم الكلام على فواتح السّور في أول البقرة.
{التوراة والإنجيل}: اسمان أعجميان، وقيل عربيان. وعلى القول بعربيتهما فالتوراة مشتقة من قولهم: ورى الزّند إذا قدح فظهر منه نار. فلما كانت التوراة فيها ضياء يخرج به من الضلال إلى الهدى كما يخرج بالنور من الظلام إلى النور سمي هذا الكتاب بالتوراة.
وقيل: هي مشتقة من وريت في كلامي من التورية. وسميت التوراة لأن فيها تلويحات وإيحاءات ومعاريض. أما الإنجيل فهو على رأي القائلين بعربيته مشتق من النجل وهو التوسعة. ومنه قولهم: عين نجلاء أي واسعة. وسمي الإنجيل بذلك لأن فيه توسعة لم تكن في التوراة.